البحث

مسرحية الكاتب والصحافي المهدي زريوح

post-title

المسرحية :
احمد عبد الرحمن قدامة-
انفتاح المشهد المشهد على رجل يسير في اتجاه مكتبة عمومية  -
يدخل ويتوجه إلى الرفوف متفحصا  ،يسحب كتابا ،يتلفت حوله، يتوجه الى طاولة.  
يفتح الكتاب وتبدأ الشارة 
لقطات للمكان الذي جرت فيه معركة وادي المخازن 
لقطات للسهول المحيطة به
يستحسن أن تكون لقطات من الجو
ويستحسن أن تتنوع بحيث توافق النص
يسمع صوت يقول  :
 الصوت : هذه السهول الفسيحة بعطائها الوافر و جمالها الساحر ، تتحدث اكثر من لغة ، وتهمس لنا باسمة وساخرة :  لقد مر الصليبيون من هنا  .
وتضيف أن المغرب كان هدفا لحملاتهم ، مبتدئين بالشواطئ ، وغايتهم  أن يغتالوا الحياة والأحياء ، ويمزقوا جزءا من الرقعة الإسلامية المترامية الأطراف .
 وأشد تلك الحملات قامت بها البرتغال ، وهي يومئذ أقوى إمبراطورية في العالم  تساندها الجيوش الإسلامية . 
وقد كان للجوء محمد المتوكل الى البرتغال ، طالبا المساعدة لاسترداد عرشه من أبي مروان عبد الملك، وأخيه أحمد دور كبير في التعجيل  بتلك الهجمة الشرسة  خصوصا وقد وعدهم المتوكل ، بالتنازل لهم عن شواطئ المغرب الواقعة على المحيط الأطلسي بكاملها .
تلك هي الفرصة  السانحة للبرتغاليين ،وذلك أملهم الذي طالما راودهم، للقضاء على الإسلام في جناحه الغربي، وتنصير من به من المسلمين، تطبيقا لوصايا الملكة الإسبانية : إيزابيلا الكاثوليكية . 
لقطات : صوره سان سيباستيان وبعض ملوك اوروبا يومئذ .
 شاور الامبراطور البرتغالي أباطرة أوروبا وملوكها ، مبتدئا بخاله الملك "فيليب الثاني "  الذي وضع رهن إشارته اعدادا من المرتزقة الأشداء ، ثم انضمت إليهم اعداد  اخرى من المتطوعين مستقدمين من المانيا وايطاليا والفاتيكان ومن انجلترا وفرنسا بالإضافة الى الجيوش البرتغالية .
بدأ الحملة الصليبية الأشد بأسا ،والأكبر استعدادا وتسليحا،في السابع من
  شهر يوليوز 1578 م  "رمضان  " 986 هجرية بانطلاق  المراكب من ميناء قادس ، ومن موانئ اخرى متوجهة الى الشواطئ المغربية الشمالية.
-لقطات لمراكش القديمة .
 وصل النبأ الى مراكش واستقبله السلطان عبد الملك بحذر شديد، خصوصا وان البرتغاليين تمكنوا من السيطرة على مدينة أصيلة ونواحيها وجعلوا يعيثون فسادا في الارض . 
-لقطات لمدينة القصر الكبير
 سافر على الفور إلى مدينة القصر الكبير، ومنها الى موقع وادي المخازن، حيث التحم الجيشان في معركة حاسمة .
-  لقطات لموقع المعركة من الجو 
 وقبل ذلك هدم المغاربة  جسر وادي المخازن لقطع خط الرجعة على الفلول الصليبية  .في هذه المعركة، مات ثلاثة ملوك ، الأول هو رأس العدوان : سباستيان .
 أصابه جرحان في رأسه وجرح ثالث في ساعده قبل أن يغرق في مياه وادي المخازن .
والثاني هو محمد المتوكل غرق ايضا فأخرجه المغاربة وطافوا به في القصر الكبير وفاس ومراكش .
والثالث هو أبو مروان عبد المالك ،صعدت روحه الى ربها راضية مرضية ،بعد المرض الذي أصابه وهو يوجه أوامره ويسير المعركة من داخل خيمته .
-خريطة للبرتغال
 فقدت البرتغال استقلالها، وفقدت ممتلكاتها الواسعة في العالم، بل ان هذه المعركة اوقفت الهجمات الصليبية الشرسة الأوروبية بصفة عامة ، والبرتغالية بصفة خاصة.
-خريطة للمغرب
 المغرب استرد قوته ورفع انتصاره في هذه المعركة رأسه عاليا ، وجعل الدول الأوروبية تتودد اليه وتتقرب وتخطب وده.
لقد خاب امل البرتغاليين الذي اعتقدوا انهم ذاهبون في رحلة صيد يسيرة ، لن تكلفهم للقضاء على المغرب جهدا كبيرا، بل انهم صنعوا الصلبان لتعليقها على المساجد المغربية .
-لقطات لجامع القرويين
 وكانوا أيضا قد وضعوا تصميما يحول جامع القرويين الى مذبح كنائسي تعلق فيه صورة العذراء .
-لقطات لمدينة القصر الكبير
 هذا الاشعاع التاريخي البعيد المدى بقي الهاما مباركا يوحي الى المغاربة جميعا بالجلال والنخوة ويدعو سكان القصر الكبير بصفة خاصة الى المزيد من العطاء والجهاد لتستمر الراية الوطنية مرفرفة بالعزة والكرامة  
-انفتاح على ثلاثة من الطلبة: أنس وسامي ووصال
انس  : ما أجمل هذا الشعر!
 وصال  : ماذا تقرأ اليوم يا انس ؟
أنس  : في هذه اللحظة اقرأ هذين البيتين من الشعر وأريد أن أفهمهما فهما كافيا 
-يقترب منه سامي
- ينتزع منه الكتاب ديوان الشاعر "احمد قدامه" 
-لقطة لواجهة الديوان
- يتأمله طويلا قبل أن يقول ببطء :
 سامي :  ذاك شعري بالحب يعلو ويحلو
           فاق وقع الندى على الزهرات
-تخطف وصال الديوان منه 
وصال  : ذاك شعري بالحب يعلو ويحلو
          فاق وقع الندى على الزهرات
        إن تكن شاعرا بهذا فحدث
         ثم أفصح عن  نبرة الخلجات
-تقلب الديوانه بين يديها
 سامي  : من صاحب هذا الديوان وهذا الشعر العجيب
- يبدو في المشهد الشاعر احمد قدامة
قدامة: انا صاحب الديوان واسمي أحمد بن عبد الرحمن قدامة ، انتقلت الى عفو الله في منتصف شهر 12 من سنة 1992
- عودة الى الطلبة
 وصال : هذا الشاعر ابتدأ بوفاته واكتفى بالتقويم الميلادي لماذا فعل ذلك؟ 
 يعود قدامة
 قدامه : أرغمتنا الحماية البغيضة على التقويم الميلادي ،  وبذلت كل مجهود لتصرفنا عن التقويم الهجري ، فانقلبت أوضاعنا ،وتعودنا منهم استعمال أساليبهم ، لا حبا ولكن كرها و إرغاما ،فكنا كالغراب الذي حاول ان يقلد مشية الحمامة، فلا هو ابقى على مشيته ولا هو اتقن مشي الحمامة، وربما لهذا وبدون شعور مني ابتدات بوفاتي  قبل تاريخ ميلادي.
 عودة الى الطلبة
 ينظر بعضهم الى بعض باسما 
 سامي  :  فلسفة من نوع جديد
 تقاطعه وصال
 وصال   : بل قول له ما وراءه
 سامي   :  مثل ماذا ؟
 وصال   : لا تكن عجولا وتريث فقد يأتي كل شيء في أوانه
 انس   :  انت يا سامي تتعجل الأمور والنتيجة أننا نضيع الكثير من الوقت   ،فاصمت قليلا لعلنا نصل الى مبتغاك .
 يعود قدامة من جديد
 قدامة  :    في ديواني  "طير الخلود " الذي أنجزته جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بمدينة القصر الكبير مشكورة ، يجد القارئ بلغة واضحة ومركزة ان الحمايه الفرنسيه والاسبانيه استولت على المغرب سنة  1912 ومنذ يومئذ إلى أن استطاع المغرب استرجاع استقلاله سنة 1956 حكمت البلاد حكما استعماريا مباشر بقوة الحديد والنار خلافا لمقتضيات معاهدة الحماية ، فسلبت الوطن استقلاله وافقدته حريته وأهانت كرامته
 يحرك رأسه اسفا
 وهكذا سنت القوانين التي تكبل حرية المواطنين  ،ووضعت النظم التي تكرس عبوديتهم ،ونصبت أبناءها على رأس الإدارة ، فاندفعوا يمتصون خيرات البلاد ويبتكرون الحيل والاسباب، ولا هم لهم سوى خدمة مصالح الجالية الاستعمارية
 يضع يده على رأسه
 قدامة  :    اواه من كيدهم ودسائسهم بل اواه من خسة تلك المجموعة من الاذناب والخونة ، وهم يستعينون بهم في تطبيق خطتهم مقابل دريهمات معدودة
 يبدو عليه الحزن الشديد
 قدامه   أواه ثم أواه كيف ساعدهم هؤلاء الاذناب ومكنوهم من رقاب العباد ومن امتصاص خيرات البلاد والتنكيل بالوطنيين الاحرار .
 يرفع راسه متالما
 قدامة   :   فهل لأحد في مثل هذا الجو الخانق أن يفكر في تقويم هجري؟
 عودة الى الطلبة
 وصال   :   صدق الشاعر، لم يعد المغاربة يعرفون طيلة أعوام الحماية البغيضة سوى التقويم الذي جاء به الاستعمار وعليه الاعتماد في الأعمال الإدارية وفي كل الشؤون الاجتماعية والثقافية والسياسية ، حتى أننا لم نكن نعرف من الشهور العربية سواء رمضان  ،نعد أيامه نحصيها تلهفا واستعجالا لانتهائها  .
 يضحكون بمرارة
 انس  :  نعود الى الشاعر احمد قدامه فهو من مواليد تلك السنة المشؤومة سنة فرض الحماية ، أي سنة 1912 بمدينة القصر الكبير، وكأنه  انبعث من عالم الغيب ليحاربها ويكون معلما ،ومرشدا ،وموجها ،وخطيبا و محرضا على مقاومتها وداعيا الى الغائها .
 لقطات تتوالى وتتمازج
حفل خطاب
 تلاميذ في فصل دراسي
 غليان في الشارع ومظاهرات
 يرافق هذه اللقطات نشيد  "غرد يا طير الخلود"
 عودة الى الطلبه
 سامي    : في الثلاثينات  من القرن الماضي عاد الشاعر إلى مدينته القصر الكبير، وقد ازداد هياما بها وحبا لها وايمانا بوجوب تحريرها .  
 أنس   :  كان يتوخى ذلك عن طريق إحياء ماضيها والتغني بأمجادها فهي من أقدم المدن المغربية والمراكز الجهادية التي قاومت الفينيقيين حين هموا باحتلالها وانفتحت تجارتها على القرطاجيين عبر نهر لوكوس وكانت لها مساجلات مع الرومانيين الذين أطلقوا عليها اسم القلعة الجديدة
 وصال  :  القلعة الجديدة... ذاك أحد أسماء مدين القصر الكبير ومن اسمائها كذلك " قصر كتامة عبد الكريم "
 سامي  : والمدينة عرفت أيام المرابطين والموحدين كقلعة صامده وقاعدة للجهاد وممر للمجاهدين
 وصال  :  ولها حضور قوي في العهد المريني  ، وقد تكاثرت فيها المؤسسات التربوية الرائدة و ازدهرت فيها العلوم والفنون  .
 سامي  : لا تنسيا  أن عبد الملك السعدي كان قد اختارها مقرا لقيادته ومركزا عسكريا لخوض معركة وادي المخازن
 انس  :   تاريخها طويل وعريق جذب إليه أنظار المؤرخين ومنهم "ابن خلدون ّالذي زارها زيارة استطلاع واستكشاف 
وصال.. من ماثرها عدد من الزوايا والاضرحه والقصور والاسوار والمساجد كالمسجد السعيد الذي عمل به والد شاعرنا خطيبا واماما ومحدثا وداعيا الى الله باذنه
 سامي…. كل ذلك كان له اثر في تربيته وتكوينه شخصيته اضافه الى نشاته داخل اسره عرفت بالصلاح والتقوى ونبغت في العلم والادب فرتوى من ينابيعها وتشبع بروحها
منزل مغربي تقليدي
 بضعه افراد في ضيافه الشاعر
 قدامه     هذا هو حالنا منذنخط خطوه  فرض الحمايه على ارضنا لم نستفيد شيئا ولم واحده على درب المدنيه التي وعدنا بها
 الاول     يا ابن عبد الرحمن ايها الثائر المجنح عهدناك منذ عودتك من القرويين تكافح بحماس وتناضل في كل الواجهات وتجهر بالقول وتتحدى المستعمرين واني اخشى عليك منهم كما اخشى عليك من طبعك الحاد
 قدامه     تغشى علي منهم ومن مزاجي الحاد يجب ان تخشى عليهم لا علي انا فلا بد ان يصوره الشعب ولا بد ان يقاوم هذا الاحتلال الفاشي
 ليتحول خوفك علي الى خوف عليهم مما يلحق بهم من خزي وعار
 الاول سياتي ذلك اليوم لا محاله وتاتي تلك الانتفاضه ان شاء الله انا لا اشك في هذا فقط اريد ان تعمل في خفاءالى ان الله امرا كان مفعولا
 يقاطعه الثاني وقد هب واقفا
 الثاني ارى ان هذه النصيحه في محلها فانت متابع ومراقب وهم يسجلون كل خطواتك ويتضايقون كثيرا من خطبك التي تحرك العاطفه الوطنيه في النفوس وتتلقاها الشعبيه بحماس منقطع هل تراهم مع هذا كله يسكتون عنك
 قدامه   فليفعلوا ما يشاؤون وحسبي اني ارضي ضميري وافعل ما يمليه علي ولست كالائك الخائفين المنبطحين
 يرتفع صوته حماسا
 قدامه   هذه بلادنا ارضها لنا وسماؤها لنا وهم يسرقونها منا ويعتبروننا من جمله العبيد
 يحاول الثاني تهدئته
 الثاني    نعرف ذلك ونعايشه يوما بيوم بل ساعه بساعه ونعرف ان مصلحه بلادنا لا تخطر لهم على بالي
 قدامه    بل لا يفكرون فينا الا حينما يتعلق الامر بالكبتوالقهر وتشديد الرقابه ورمينا في ظلمات السجون القاتله ثم انهم قد احكموا الطوق واختفوا وراء من يساعدهم منا من حثاله وانداد
 يصمت قليلا
 قدامه    انهم ليسوا منا يستحيل ان يركع المغربي الحر لهم ويعمل على توطيد اركانهم واستمرار نفوذهم وتحكمهم في رقابنا
 وقد كان الاستعمار يرسم خطه
 لضرب رجال الشعب في كل مره
 فقرر ما يحلو في تعسف 
 وما هو يبغيه لحر وحره
 يبتسم الثالث
الثالث  أتستشهد بشعرك هذان البيتان من قصيدتك التي عنوانها اقبح الجور
 قدامه    اليس جورا قبيحا هذا الذي  اغرقونا فيه
 الثالت    اقبح من ذلك ان يخضع لهم اولئك الذين اشرت اليهم من ضعاف النفوس وقد قلت فيهم
        كلما لاح في السماء ضياء
        حجبته صنائع العملاء 
       بتين لمبدا هو داء 
        واغتيال يهد صرح الرجاء
 قدامه   اليس الامر  كذلك
 يتحرك في المكان وهو يردد اليس الامر كذلك
 عوده الى الطلبه
 وصال    كان شعله في الوطنيه وكان يعاني المراره من هؤلاء العملاء ويدعو الى محاربتهم والتصدي لهم ويقول
           فكيف يطيب العيش في ظل زمرة
           تسوس بلادي بالدسائس والمكر
          واهل بلادي في التحسر والاسى
           يعيشون بين الناس صفرا مع الصفر
 سامي    ولكنه مع كل هذه المراره كان متفائلا وكان يرى الفرج لابد ات  يصنعه الرجال المؤمنون بالوطن والطبقه المثقفه ويقول
         وقد رفع الرحمن جل جلاله
         رجالا اناروا الحق من بعد ظلمه
        فكانوا هداه عاملين بعلمهم 
        وصاغو لنا نهجا بفكر وحكمه
 يضحك انس ويقول مستغربا
 انس   اتعجب من هذا الثائر المنفلت كيف ينكب على تعليم النشئ ويدعو الى نشر التعليم ومع ذلك يرفض التجديد والتقنيات الحديثه
 وصال   من اين جئت بهذا
 انس    من قوله
        هام قوم  بحياة            هي والله شقيه
        قد  اغرتهم فتاهوا         في هوى النفس العصيه
 يكمل سامي قائلا
 سامي 
      انها فتنه عر                 جلبت كل بليه
    ورمتهم بفاسد                  صار في الناس  سجيه
 انس   كان رحمه الله مشفقا على الناس من فتنه الحياه الجديده ومما اندفع اليه بنو الانسان من تسابق املته التقنيات الحديثه وفرضته ظروف صناعه الاسلحه الفتاكه والقنابل المدمره
 وصال   ربما كان الامر كذلك فهو يقول في قصيدته ماساه الانسان
 لقطه لقدامة يقول 
 قدامه              ملاؤوا الارض بالشرور وراحوا
                   يبحثون الفضاء بالمركبات
                   غير ان الانسان صار شقيا
                  همه في الحياه ما هو ات
                   ما حياه الانسان الا ماس 
                  فيه حلت مذ هام بالتقنيات 
عوده الى الطلبه
 انس    لا اعتقد انه كان ضد التقنيات بقدر ما كان يخاف ان يستغلها الاشرار والمجرمون المحترفون ويعيثوا في الارض فسادا
 سامي    هذا ما اثار شكوكه ومخاوفه على الانسان وعلى مستقبله وخصوصا على مواطنه الذينراهم يتطبعون بالحياه الجديده ويسارعون الى اعتناق العادات الاجنبيه و يقلدون المستعمره في كثير من الشؤون تلك والله مصيبه ما بعدها مصيبه
 عوده الى المشهد السابق
قدامه يصيح بين رفاقه
 قدامه   الاستعمار ايها الساده زرع العداوه بين الفرق الدينيه وزرع الخلاف داخل الفصائل الوطنيه  ودس الشقاق و العداء بين سكان الباديه وسكان المدن بل انه اوقد بدهائه و مكرهي نارالفتنه بينهما حتى وصل بهما الامر الى التراشق بالكلام والى صراعات واصطدامات اوصلتهما الى المحاكم وقد نشرتها وسائل الاعلام
 يضرب كفا بكف
          السنا اخوه لاب وام
          فما هذا التحاقد والجفاء
 الاول   صدقت في شعرك هذا وفي ابياتك الاخرى التي تقول فيها
          ولو ان ابناء البلاد تلاحموا
          وصاروا كفرد في المسره والعسر
         لابقوا على ارث  الجدود مقدسا
       وكانوا حماه للتراث مدى العصر
 صمت يعمهم بعض الوقت
 قدامه   الم تروا كيف انحرف امرنا زمن الحمايه البغيضه... تفاقمت الاوضاع الاجتماعيه... تخلخل البناء التقليدي…. شاهدنا من الاشياء الغريبه ما لم نكن نتوقعه….. الحانات فتحت ابوابها…. والخمور تباع في كل الازقه والدروب... والمواخير تنتشر وتتنافس في المتاجره باللحوم الادميه... والشباب يدمن الاقبال على دور السينما واكثرها يعرض الافلام الخليعه…. والاذاعه جندوها كما جندوا الصحف والمطبوعات المختلفه لنشر الميوعه والانحلال... واقنعوه النساء بالخروج سافرات وهن في الاماكن العامه منبهرات الموسيقيه والرقص والمجون... ثم ان النساء والرجال يجوبون الشوارع ذهابا وايابا ويتبادلون النظرات ويتباهون باللباس الاوروبي والبنطلون الضيق.. أهذا ما جاءت الحمايه من اجله الى بلادنا... أهذه هي الحياه العصريه التي يدعوننا اليها
 الثاني   هذا النوع من الحياه بما فيها من تبرج وتحرش لم يكن مقبولا من الجميع فقط رفضه الخائفون على شرفهم و اعراضهم
 قدامه              بئس قوم نبذوا حكم الاله
             وعصوا امر الرسول  وهداه
             حادوا عن نهج قويم فغدوا
            في ظلام دامس دون اتجاه
الثالث    صدقت والله صدقت
 قدامه    لماذا لا نتساند ..لماذا لا نفعل شيئا
 الثالث    يجب ان نفعل شيئا فمن اين نبدا
 قدامه    نضع برنامج عمل يهدف الى استنهاض الهمم ونشر الوعي الديني والوطني
 الاول   نحن نوافقك
 قدامه    و  ساتطوع بالقاء دروس في مختلف المواد وادعو عموم الناس اليها
 يقف الاول وقوف من يشغله امر جلل
 ينظرون اليه منتظرين ما يكون منه
 يلتفت اليهم
 الاول    ارجو ان نعزز ذلك بتكوين جمعيه للتمثيل
 يتحمس الشاعر
قدامه  جميل جدا وسنهتم بالمسرحيات الاجتماعيه والروايات التاريخيه التي تمجد المغرب وايامه الحافله بالمفاخر والكرامه
 الثاني   انا موافق ومتحمس ومستعد لمواجهه الصعاب الماديه ومضايقات المستعمرين
 قدامه   بورك فيك
 عوده الى الطلبه
 انس    كان لهذا البرنامج دور كبير في نشر الوعي وقيام نهضه ثقافيه وادبيه وكان الاقبال على الدروس التطوعيه اقبالا عظيما ونجحت الاعمال المسرحيه نجاحا متواصلا وانضم اليها عدد غير قليل من عشاق التمثيل وذوي المواهب المسرحيه فقوبل كل ذلك من المستعمرين بالقسوه والجبروت
وصال   احس المستعمرون بالخطر يحدق بهم وضاعف مخاوفهم نشوء الاحزاب وتاسيس الجمعيات وصدور الجرائد والمجلات الاطفال على المعاهد والمدارس الحره كالمدرسه الاهليه التي تطوع شاعرنا لاعطائه دون مقابل
سامي    كان تاجرا يعيش من فضل ما تدره عليه تجارته الا انه ظل وفيا لما عاهد الله عليه يقفل الدكان ويسارع الى المدرسه ليكون في الموعد مع تلاميذه
 وصال   وكان قنوعا عفيفا لا يطلب من المال اكثر مما يحتاج اليه قوته يومه بل كان ممن ينطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف
 يبدو الشاعر في المشهد يقول 
                 ان للمال حرمه ومكانا
                 ومن العدل ان يكون مصانا
                فهو ذخر وما له من نفاد
                لمن اوفى واكثر الاحسان
                وهو خير ان كان من منبع الطه 
                ر وشر ان كان كسبا مهانا
 بعد صمت
              عبدوه وقدشوه وقالوا
              انه مجدنا واغلى مناما
              فاستباحوا لنفسهم كل فعل
             واستزادوا في غيهم طغيانا