يا طائفاً بالبيت ثَار حنينُ
وَهفتْ قلوبٌ واستهاجَ ركينُ
حيث الحبيبُ وللنعيم نسائمٌ
وروائحُ الخلْد وذاك يقينُ
بِمِنًى تجمَّعتِ الحجيجُ وراغبٌ
بخِل الزمانُ برحلته ضَنينُ
سلكتْ خُطاهم بالحِمى وجِوارِها
وبكعبةٍ تَطْوافُهمْ وأمينُ
مَدُّوا الأياديَ والقلوبُ خواشعٌ
هل بعد خَشعتهم يُلامُ حزينُ
فجوارحٌ أَنِستْ بِذِكْر محمدٍ
عَظُم المزارُ له هوًى وأنينُ
ومدامعٌ لمّا تدَفَّق هَطلُها
شَهِدت لِروضِه شَوْقةٌ وحنِينُ
لبّيك في الآفاق تَسمعُ حمدَها
ومضى لها بين الأنام طنينُ
يا راكباً سُحُبَ الغفور مَثوبَةً
أُدْعُ جُزِيتَ رضًى عَساكَ تُعينُ
بَلِّغ سلامَ القاعدِين خَوالفاً
عَصفتْ بِرحلتهم رحًى وشَجينُ
أنبِئ رسولَ الله بَوحَ رسالةٍ
أنّي لِغارِ حِراءَ حَنّ جَبِينُ
وبأنّني نفسٌ تَتوقُ لِجنّةٍ
لشفاعةٍ يومَ الحساب أُدِينُ
رَبِّ حَنانَيْكَ المُرادَ ومَطمعي
بِرِحاب مكّةَ والبقيعِ دفينُ