البحث

لم يكن ماء الحياة - حنان قدامة

post-title

مشهد آخر مؤلم من مشاهد الواقع • المغربي، يأبى هذه المرة إال ان يتشح بالسواد و بالقتامة ... قتامة الحدث ..قتامة الزمان و المكان . مشهد سوريالي تنبعث منه رائحة الموت ، موت بين براثن الماء .. رمز الحياة ، لكنه في طنجة لم يكن كذلك كان في موجه نهاية حياة . ما شاهدناه امس ،أحال ذاكرتي الى غرق السفينة الشهيرة "تيتانيك" في أعماق المحيط مع فوارق ملموسة : غرق السفينة كان في البحر اثناء رحلة سفر ونازلة طنجة حدثت في قبو أثنا ء رحلة عمل ، فيها كتب على رجال و نساء ان يتنفسوا تحت الماء ،حيث لفظوا آخر أنفاسهم . أرواح بريئة اشتغلت في الظالم و ماتت في الظالم كل ذنبها أنها سعت إلى لقمة عيش كريمة ، دون عهر و دون ذل ، لم يفطن لروتينها اليومي البائس اي أحد ، ولم يرق له أحد، فالكثير مشغول بروتين يومي مقرف ، لكنه يجد من يتابعه و يدعمه ،غير أن روتين أولئك الغرقى لم يجد له بواكي . الالفت في مأساة طنجة أن اغلب الضحايا نساء ، تربص بهن جشع سوق الشغل و كأن جل النساء في بلدي موعودات بالوجع و الجزع ،ال تستطيع وردة ثامن مارس وحدها أن تسكنهما ، هي صحيح تجبر الخواطر لكنها ال تضمد جميع الجروح . رحمة هللا و رضوانه على الضحايا. الصبر الجميل لذويهم .كما دفنتم احبتكم امس ، غدا سيدفن الوطن وسيلعن من أساء اليه وإلى اهله . في انتظار محاسبة المسؤولين ٠٠٠اشرب كاسك يا وطن...اشرب كاس الحنظل.... 2021/2/9.